About معنى النرجسية



في علم النفس، كما في أي علم آخر، يتم ضبط المفاهيم بتعريفات محدّدة لتجنّب حدوث لَبسٍ لدى تداولها، إلّا أنّ علم النفس والطب النفسي لم يتطوّرا بشكل كبير إلا بعد زمن طويل من نشوء مصطلح "النرجسية"، وتحديدًا إلى أن جاء القرن العشرين.

أسباب وراثيّة ونفسيّة مرتبطة بالاتّصال بين الدّماغ والسّلوك والتّفكير.[٤]

لا بأس، فالنرجسيون يدخلون في علاقات عاطفية بشكل سريع بعد الانفصال، ليُثبتوا لكم وللجميع أن العيب فيكم، ويُثبتوا لأنفسهم أنهم أجدر بعلاقة أخرى.

هذا المعنى التفت إليه مُبكِّرًا العالِم المسلم أبو بكر الرازي وذكره في كتابه "الطب الروحاني" عبر تناوله للعُجب والإفراط في حبّ الذات، إذ عرض نصًّا بديعًا يقول فيه: "إذا كانت للإنسان أدنى فضيلةٍ عَظُمَت عند نفسه وأحبّ أن يُمدَح عليها فوق استحقاقه، وإذا تأكدت فيه هذه الحالة صار عُجبًا، ولا سيمّا إن وجد قومًا يساعدونه على ذلك ويبلغون من تزكيته ومدحه ما يحب.

أدى تعرض النرجسي للعنف اللفظي والجسدي في طفولته إلى الرغبة في تأجيل حقوقه وإثبات أنه أفضل من الآخرين.

المنغلق لا يفرض شخصيته ولكنه يمارس النرجسية عمليا في الواقع (بيكسلز) المُتسلط

في المقابل، تشجع مبالغة الأهل في تقدير الأطفال، واتخاذهم مركزا للعالم، على نمو السمات النرجسية. فلتجنب إنتاج أفراد نرجسيين، يحسن بالآباء مخاطبة أطفالهم بعبارة: "لقد قمت بمجهود طيب"، بدلا من: "لقد كنت أحق بالفوز"، أو "لماذا لم تكوني جيدة مثلها؟".

يقول سيث روزنتال، الباحث في علم النفس: "ربما نستخدم المصطلح بإفراط، إذا ما جنح أحدهم إلى الاستعراض أو تقلد منصبا له مسؤولياته".

تكمن المشكلة الأساسية في مثل هذه الفرضيات في قدرتنا التجريبية على اختبارها، فمن الصعب جدًّا تتبّع الطفولة المبكرة لعدد كبير من الأطفال، بالإضافة إلى صعوبة تسجيل التفاعلات في العلاقة بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم على مدى زمني طويل.

قد يظهر النرجسي سلوكا دفاعيا أو غاضبا في مثل هذه اللحظات. يقول بروميلمان: "عندما لا يحصلون على التقدير المطلوب، يشعرون بالخزي ويتجاوبون بعدوانية".

إنه يدل على أنك لست محصنا ضد تحديات الحياة وتقلباتها بين السعادة والحزن".

ومن بلايا العُجب أنه يؤدي إلى النقص في الأمر الذي يقع به العُجب، لأنّ المُعجب لا يروم التزيُّد ولا الاقتناء والاقتباس من غيره في الباب الذي منه يُعجَب بنفسه. لأنّ المُعجَب بفرسه لا يروم أن يستبدل به ما هو أفرهُ منه لأنه لا يرى أنّ فرسًا أفرهُ منه، والمُعجب بعمله لا يتزيَّد منه لأنه لا يرى أنّ فيه مزيدًا".

بينما اشْتُقَتْ لفظة "نرجسي" من أسطورة إغريقية عن صيادٍ يُدعى "نرجس" أو "نرسيس"، هام بنفسه حباً عندما رأى وجهه منعكساً على صفحة بحيرة، فإن اتبع الرابط النرجسيين المهووسين بقدراتهم المفترضة في أماكن العمل في عصرنا الحالي ليسوا بأسطورة أو خرافة للأسف الشديد.

هكذا، يهذب الشباب أوراق سيرتهم الذاتية، ويحدثون حسابهم الشخصي على موقع "لينكد إن"، ويسوقون لأنفسهم على الإنترنت، ويغمرون مواقع التواصل الاجتماعي بصور سيلفي، معدلة ومقصوصة بعناية، تعرضهم في وضعيات منتقاة بحرص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *